الدول اليمنية المستقلة
قيام الدول اليمنية المستقلة التي امتدت حدود اقواها الى قلب الجزيرة العربية. وقد ظهرت نتيجة ضعف الخلافة العباسية وتفككها في القرن العاشرالميلادي، كما وقعت الكثير من الحروب في ما بينها وهذه الدول هي :
الدولة الزيادية 818 – 1019: مؤسسها هو محمد بن زياد الذي ارسله الخليفة العباسي المامون
للقضاء على ثورة العلويين في تهامة اليمن، وقد استطاع ابن زياد ان يمد نفوذه في تهامة الى ما يلي جيزان شمالاً، كما استولى على عدن وحضرموت الى الشحر شرقاً، ثم اتجه الى الجبال فاستولى على صنعاء وصعده ونجران شمالاً.
وكانت السيادة فيها للعنصر الفارسي ومركزها زبيد.
الدولة اليعفرية 840 – 1003: هي ثاني دولة مستقلة، وينسب اليعفريون الى الملوك الحميريين، ويعتبر يعفر بن عبد الرحيم المؤسس الفعلي لهذه الدولة، وكان الخليفة المعتمد قد عينه عاملاً على صنعاء قبل ان يستقل بالسلطة ويؤسس الدولة، ولكن الخلافات نشبت بين افراد الأسرة اليعفرية فضعف مركزها لتنتهي لاحقاً وتدخل في طاعة دولة الائمة.
دولة الامامة الزيدية 898 – 1962: مؤسس دولتهــم هو الامام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي من الرس بالقرب من المدينة المنورة، وقد كانت صعدة مركزها. ومع انها لم تستطع ان تستولي على البلاد جمعاء في وقت واحد الا انه ظل لها وجودها وكيانها في اليمن حتى سنة 1962، فقد كانت هذه الدولة تكبر وتتوسع احياناً ثم تعود وتنكمش في صعدة ، وهذا مامكنها من معاصرة جميع الدول والاستمرارية.
الامام محمد(البدر) بن احمد حميدالدين 19 - 25/9/1962 | الامام احمد بن يحي حميدالدين 1948- 1962 | االامام يحي بن حميد الدين 1918- 1948 |
الدولة النجاحية : 1013 – 1150: قامت على انقاض الدولة الزيادية ومؤسسها هو نجاح من موالي بني زياد وهو من اصل حبشي، ذلك كانت السيادة فيها للاحباش، ومركزها زبيد وهي مدينة قريبة من شواطىء البحر الاحمر ومقابلة لسواحل الحبشة.
الدولة الصليحية : 1045 – 1138: اسسها احد دعاة المذهب الاسماعيلي هو علي بن محمد الصليحي ( من
اتباع الامام اسماعيل بن جعفر الصادق ) الذي ظل يتصل سراً بالخلفاء الفاطميين في مصر باعتبارهم ائمة هذا المذهب ، وكان مركز الدولة " جبلة "، وقد استطاع توحيد اجزاء كثيرة من اليمن بعد القضاء على الدويلات المستقلة في صنعاء وزبيد والجند وعدن وحضرموت وجيزان، وهي الوحدة التي لم تستمر الا سنوات قليلة، فاستقل بنو زريع بالحكم في عدن مؤسسين الدولة الزريعية، وبنو حاتم في صنعاء(الحاتمية)، والاشراف السليمانيون في جيزان( المخلاف السليماني).
خلفته في الحكم زوجته الملكة اروى بنت أحمد الصليحي، و قد ظل النفوذ الفاطمي قائماً حتى قضى الايوبيون عليهم ، ولا يزال في اليمن اقلية اسماعيلية تعرف باسم اليامية نسبة الى قبائل يام النجرانية.
الدولة الايوبية : 1174 – 1229:لا شك في ان امتداد الفاطميين الى اليمن بواسطة الدولة الصليحية كان من العوامل التي شجعت صلاح الدين الايوبي الذي قضى على الدولة الفاطمية في مصر واقام الخطبة للخليفة العباسي على ارسال جنوده الى هناك عندما استنجد به امراء المخلاف السليماني في جيزان ضد الخارجين على سلطتهم، فارسل اخاه توران شاه 1173 على رأس قوة كبيرة من الجند، فقضى على الدول المستقلة حينذاك واقام الدولة الايوبية التي كانت السيادة فيها للعنصر الكردي.
الدولة الرسولية : 1229 – 1454: قامت هذه الدولة على انقاض الدولة الايوبية، وبالاستعانة في بداية امرها بالعناصر الكردية والمملوكية التي سبق ان جاء بها الايوبيون الى اليمن، وقد عظم شأن هذه الدولة في تاريخ اليمن، اذ نجحت في فترات قوتها في توحيد اغلب اقاليم اليمن تحت سيطرتها كما مدت نفوذها الى الساحل الافريقي الشرقي والى مكة في بعض الاحيان ، واقامت علاقات تجارية مع البلدان المختلفة حتى الصين شرقاً.
الدولة الطاهرية : 1454 – 1517: اسسها بنو طاهر عمال الدولة الرسولية في عدن ولحج فخرجوا عليهم واسسوا دولتهم على انقاضها، وقد حاول ملوك هذه الأسرة منذ البداية توحيد اليمن تحت سيادتهم فلم يتمكنوا من ذلك لاصطدامهم بالائمة الزيديين وبقايا المماليك، فظلت البلاد مقسمة بينهم حتى ايام السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهري الذي نجح الى حد كبير في ضم اجزاء كبيرة من البلاد تحت سلطانه، وفي أيامه كانت عدن من اكثر بلدان العالم تجارة لكنه قتل بالقرب من صنعاء التي حاول تخليصها من المماليك الذين استقروا في زبيد، والذي ظل السلطان الطاهري لا يعترف بنفوذهم ويرفض الصلح معهم، وقد ادى سقوط هذا السلطان على يد المماليك الى انتشار الفوضى والاضطرابات في اليمن لمدة طويلة اذ لم يتمكن المماليك او احد افراد اسرة السلطان عامر حينذاك من ان يسيطر على الأوضاع في اليمن، وترتب على هذا ان قام صراع طويل بين ثلاث قوى هي: الزيديون بزعامة الامام شرف الدين، وبقايا الاسر الطاهرية والمماليك، وعند مجيء العثمانيين الى اليمن سنة 1517 كان نفوذ الزيديين قد امتد الى اغلب جهات اليمن، وانحصر نفوذ المماليك ممثلي السيادة العثمانية في المناطق الساحلية على البحر الأحمر، كما انحصر نفوذ الطاهريين في عدن.
استمر الوجود العثماني الاول حتى سنة 1538، ثم العودة للمرة الثانية 1571 – 1635، واخيراً1872 – 1918م مسيطرين على اغلب مناطق الشمال ليحل الحكم الامامي بدلاً عنهم. وقبل هذا التأريخ بـ 33 سنة وتحديداً في 1839 كانت بريطانيا قد احتلت الجزء الجنوبي.
وفي 26 ايلول / سبتمبر 1962 قامت الثورة في الشمال منهية الحكم الملكي، وقد ادى هذا المد الثوري الى حد كبير في قيام ثورة 14 اكتوبر / تشرين اول 1963 ضد الاحتلال البريطاني، وضد ما كان يعرف باتحاد امارات الجنوب العربي وهي عبارة عن عدن و 22 امارة وسلطنة ومشيخة جميعها تحت الحماية البريطانية حتى 30 نوفمبر / تشرين ثان 1967 اعلان الاستقلال ، ولقد كان من المتوقع ان يؤدي رحيل البريطانيين الى قيام دولة يمنية كاملة التوحيد، لكن الجبهة القومية التي تسلمت الحكم اعلنت الاستقلال واعلنت معه قيام دولة يمنية جديدة حملت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن، وفي الشمال الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء، التي انتقلت السلطة فيها من القيادة العسكرية التي تحظى بدعم مصري
الى القيادة القبلية والقوى العسكرية المختلفة في باطن الامر مع مصر، وقد عللت قيادة الجنوب رفضها الوحدة اليمنية مع التيار الرجعي من وجهة نظرها ، وهو موقف ايدولوجي يجد اساسه في تبني النظام السياسي في الجنوب للايدولوجية الماركسية اللينينية، بينما كان يتجه النظام السياسي في الشمال نحو مزيد من المحافظة والتقليدية مما زاد من عمق الصراع السياســـي بين الشطرين طيلة 30 عاماً ، تراوح بين الصراع الداخلي والشطري الدولي ذو العلاقة.
( نشبت بينهما حربين الاولى اواخر سبتمبر / ايلول 1972 والاخيرة اواخر فبراير/ شباط 1979 )
تعاقب على الحكم فيهما عشرة رؤساء خمسة في كل شطر.