Surprised
المشير السلال : قائد ثورة سبتمبر(1919 -1994)

المشير السلال : قائد ثورة سبتمبر(1919 -1994) Salal
ولد المشير عبدالله بن يحيى السلال عام 1919م في قرية شعسان ناحية سنحان، ونشأ في كنف والدته التي رعته مع اخوته بعد وفاة والده وهم في سن الطفولة.. وتلقى دراسته الأولية في مكتب الأيتام بصنعاء التي انتقل إليها مع اسرته، واستمر في الدراسة بالمكتب لمدة سبع سنوات مع كثير من زملائه أمثال الأستاذ محي الدين العنسي والأستاذ أحمد الحورش والأستاذ أحمد البراق والأستاذ أحمد حسين المروني.. ثم انتقل مع زملائه للدراسة بالمدرسة العالية الثانوية بالحديدة لمدة ثلاث سنوات.
وبعد حرب 1934م بين اليمن والسعودية تم ابتعاثه مع تسعة من زملائه إلى العراق للدراسة العسكرية المتخصصة، وكان لهذه البعثة تأثيرها الإيجابي المباشر عليه وعلى زملائه حيث أدركوا مدى ما تعانيه بلادهم من تخلف وتردٍ في مختلف المجالات مقارنة بالدول الأخرى، وأدركوا مبكراً أن السياسات الإمامية هي السبب في هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمنيون.. وعلى مدى عامين ونصف هي مدة الدراسة اكتسب الطلاب العسكريون المزيد من الوعي والتصميم على ضرورة التغيير في بلادهم البائسة، وانضم معظمهم بعد عودتهم إلى حركة الأحرار اليمنيين وساهموا‮ ‬في‮ ‬مسيرة‮ ‬العمل‮ ‬الوطني‮ ‬منذ‮ ‬وقت‮ ‬مبكر‮.‬
هكذا بدأت علاقة المشير عبدالله السلال بالعمل الوطني فكان أحد القادة العسكريين لثورة فبراير 48م التي أطاحت بالإمام يحيى حميد الدين، وبسبب فشل الثورة تم إعدام الكثير من قادتها واعتقال بقيتهم ومن بينهم عبدالله السلال الذي قضى في سجن حجة سبع سنوات تعرض خلالها أكثر من مرة لخطر الإعدام.. وبعد خروجه من السجن إثر فشل حركة 1955م تعين في عدة مواقع آخرها قائداً لحرس ولي العهد محمد البدر، فيما واصل نشاطه السري مع من تبقى من الرعيل الأول لحركة الأحرار للتشاور حول إمكانية تغيير الأوضاع.. وكان ذلك كله سبباً في أن يقع عليه اختيار حركة الضباط الاحرار لقيادة ثورة 26 سبتمبر ورئاسة مجلس قيادتها، وهكذا سجل التاريخ اسم عبدالله السلال كقائد لأهم حركة تغيير في تاريخ اليمن منذ مئات السنين، وأول رئيس للنظام الجمهوري الذي قفز باليمن ألف عام على حد تعبيره رحمه الله.
ومنذ اللحظات الأولى لتسلمه مسئولية القيادة والدفاع عن الثورة أثبت المشير السلال قدرة فائقة على الصمود والتفاني في حماية النظام الجمهوري رغم دقة الموقف وصعوبته.. وكان للدعم الذي قدمته مصر أكبر الأثر في رسوخ النظام الجمهوري وصموده في مواجهة الهجمات الشرسة التي كانت تقوم بها فلول النظام الإمامي.. إلا أن الدور السياسي المصري على الساحة الداخلية اليمنية تسبب في إحداث شروخ وانشقاقات في الصف الجمهوري بدأت باستقالة الأستاذ الزبيري والقاضي الإرياني والأستاذ النعمان نهاية عام 1964م وتصاعد الخلاف مع المشير السلال إلى درجة جعلت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يستدعيه إلى القاهرة ويطلب منه البقاء فيها ومراقبة الوضع في اليمن وخاصة إمكانية إحلال السلم ووقف الحرب الأهلية.. لكن العام الذي قضاه السلال في القاهرة لم يسفر عن نجاح محاولات الاتفاق بين الجمهوريين والملكيين وكذلك بين مصر والسعودية، فعاد إلى صنعاء خلال النصف الثاني من عام 1966م لتحمل مسئولياته من جديد كرئيس للجمهورية فيما غادرها الكثير من القادة الجمهوريين إلى القاهرة للتفاهم مع عبدالناصر وإبلاغه احتجاجهم على عودة السلال، لكن الحكومة المصرية احتجزتهم جميعاً في القاهرة ما بين الإقامة الجبرية والإعتقال حتى حدوث هزيمة يونيو 67م التي جعلت عبدالناصر يفكر جدياً في سحب قواته من اليمن، وبمجرد اتفاقه مع الملك فيصل خلال قمة الخرطوم على احلال السلام في اليمن تم إطلاق القادة المحتجزين وسحب القوات المصرية.. وبمجرد عودة أولئك القادة قرر المشير السلال القيام بجولة خارجية يرجح أنها كانت غطاء لرغبته في الابتعاد عن السلطة وإعطاء زملائه فرصة للتغيير بطريقة سلمية، وهكذا حدثت حركة نوفمبر 67م التي أطاحت به، ومن حينها قرر الإقامة في القاهرة حتى وجه له الرئيس علي عبدالله صالح الدعوة للعودة إلى وطنه‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1981م‮ ‬حيث‮ ‬عاد‮ ‬على‮ ‬الفور‮ ‬واستقر‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬حتى‮ ‬وفاته‮ ‬في‮ ‬مارس‮ ‬1994م‮....