((هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الذِّكْـرِ )) كان أكمل الناس ذكراً لله عز وجل ، بل كان كلامُه كُلُّه في ذكر الله وما والاه ، وكان أمرُهُ ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله ، وسكوته ذكراً منه له بقلبه ، فكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائماً وقاعداً وعلى جنبه وفي مشيه وركوبه وسيره ونزوله وظعنه وإقامته صَلى الله عَليه وسَلمْ . هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الذِّكرِ إِذا أَصْبَحَ أو أَمْسَى : 1) وكان إذا أصبح قال : " أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، ودين نبينا محمد صَلى الله عَليه وسَلمْ وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين " [المسند] . وكان يقول : " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور " [أبي داود والترمذي وابن ماجه] وقال : "إذا أصبحَ أَحَدُكُم فليقل : أَصْبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُك خَيْرَ هذا الْيَوْمِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ ونُورَهُ وبَرَكَتَهَ وهِدَايَتَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما فيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ ، ثُمَّ إذَا أَمْسى ، فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذلِكَ " [أبي داود] . 2) وقال : " سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العبدُ : اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي ، لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا سَنَعْتُ ، أَبوُءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بِذَنْبي ، فَاغْقِرْ لي ، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ ، مَنْ قَالها حِينَ يُصْبحُ موقناً بها ، فَمَاتَ مِنْ يومِهِ ، دَخَلَ الجنَّةَ ، وَمنْ قالها حينَ يُمسي مُوقناً بها ، فَماتَ منْ ليلتِهِ ، دَخَلَ الجنَّةَ " [البخاري] . 3) وقال : " مَنْ قَالَ حين يُصْبِحُ : لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ في اليوم مائةَ مرةٍ ، كانت له عدل عشر رقابٍ ، وكُتِبَ له مائةُ حَسَنةٍ ، ومُحيَتْ عنْهُ مائةُ سيِّئةٍ ، وكانت لهُ حِرزاً مِنَ الشِّيْطانِ يومَهُ ذلك حتى يُمْسي ، وَلَمْ يأتِ أحدٌ بأفْضَل مِمَّا جاءَ به إلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أكثر منهُ " [البخاري ومسلم] . 4) وكان يدعو حين يصبح وحين يمسي بهذه الدعوات : " اللهمَّ إنِّ أسألُك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي ، اللُّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ العفو والعافية في ديني ودُنْياي وأهلي ومالي ، اللُّهُمَّ استُر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أن أُغتال من تحتي " [أبي داود ، ابن ماجه] . 5) وقال : " مَا مِنْ عَبْدٍ يقولُ في صَبَاح كُلِّ يومٍ ومساءِ كُلِّ ليلةٍ : بسمِ اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسمه شيءُ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مراتٍ ، إلاَّ لمْ يضُرَّهُ شيءٌ " [أبي داود والترمذي وابن ماجه] . 6) وقال له أبو بكر : عَلِّمْني ما أقولُ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت قال له قُلْ : "اللَّهُمَّ فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رَبَّ كُلِّ شيءٍ ومليكه ومالكه ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أعُوذُ بكَ مِنْ شرِّ نفسي ، ومن شرِّ الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سُوءاً أو أجُرَّهُ إلى مُسْلِم " . قال : قُلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعَكَ " [أبي داود والترمذي] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الذكر إذا خرج من بيته أو دَخَلَ: 1) كان إذا خرج من بيته يقول : " بسْمِ الله ، توكلتُ على اللهِ ، اللهم إني أعوذُ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ أَوْ أزِلَّ أُزَلَّ ، أَوْ أَظْلم أو أجهل أو يُجهل عليَّ " [الترمذي والنسائي وابن ماجه ] . 2) وقال : " مَنْ قال إذا خرج من بيته : بسم الله الرحمن الرحيم اللهِ ، توكَّلْتُ على الله ولا حول ولا قوةَ إلا بالله ، يُقالُ له : هُديتَ وكُفيتَ ، ووقيتَ ، وتنحَّى عنه الشيطانُ " [أبي داود والترمذي] . 3) وإذا خرج إلى الفجر قال : " اللَّهُمَّ اجْعَل في قلبي نوراً ، واجعل في لساني نوراً ، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، واجعل من خلفي نُوراً ، ومن أمامي نُوراً ، واجعل من فوقي نُوراً ، واجعل من تحتي نُوراً ، اللُّهُمَّ أَعظم لي نُوراً " [البخاري ومسلم] . 4) وقال : " إذا وَلَجَ الرَّجُلُ بيتَهُ فليقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيْرَ الموْلجِ وخير المَخْرجِ ، بسُم اللهِ ولجنا ، وعَلَى اللهِ رَبِّنَا توَكَّلْنَا ثُمِّ ليُسَلِّم على أَهْلِهِ " [أبي داود] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الذكر عِنْدَ دُخُول المَسجِدِ وَالخُرُوجِ منهُ : 1) كان إذا دخل المسجد قال " أعُوذُ باللهِ العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ، قال : فإِذا قال ذلك قال الشيطانُ : حُفِظَ مِنِّي سَائرَ اليوم " [أبي داود] . 2) وقال : " إذا دخل أحدُكُم المسجدَ فليُسَلِّم على النبي صَلى الله عَليه وسَلمْ ، وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، فإذا خرج ، فليقل : اللهم إني أسألُك مِن فَضْلِكَ " [أبي داود ، وابن ماجه] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في ذكر رُؤية الهلال : كان إذا رأى الهلال يقول : " اللهم ألهه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامةِ والإسْلاَمِ ، رَبِّي وربك اللهُ " [الترمذي] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الذكر عِنْدَ العُطاس والتثاؤب : 1) ثبت عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ : " إن اللهَ يُحِبُّ العُطاسَ ، ويكره التثاؤُب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمُك الله ، وأما التثاؤُب ، فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرُدَّه ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ، ضحك منه الشيطان " [البخاري] . 2) وكان إذا عطس وضع يدهُ ِأو ثوبه على فيه ، وخفض أو غضَّ بها صوته . [أبي داود والترمذي] . 3) 4) وقال : " إذَا عَطَسَ أَحَدُكُم فَلْيَقُلْ : الحمدُ للهِ ، وَليَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صاحِبُهُ : يرحمُك اللهُ ، فإذا قال له : يرحمُكَ الله ، فليقُل : يهديكم اللهُ اللهُ وَيُصْلِحُ بالكُم " [البخاري] . 5) وقال : " إذا عَطَس أَحدُكُم فَحَمِدَ اللهَ فشمِّتوهُ ، فإن لم يحمدِ الله فلا تُشَمِّتُوهُ " [مسلم] . وكان إذا زاد العطاسُ عن ثلاثِ مراتٍ لم يُشَمِّتْهُ وقال : " هَذَا رَجُلٌ مَزْكُومٌ " [مسلم] . 6) وصح عنه : " أنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَتَعاطَسُونَ عِنْدَهُ ، يرجون أن يقُولَ لَهُمْ : يَرْحَمُكُمُ اللهُ ، فَكَانَ يقولُ : يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلحُ بالَكُم " [الترمذي] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ فيما يقُولُ مَنْ رَأىَ مُبتَلَىَُ : قال صَلى الله عَليه وسَلمْ : " مَا منْ رَجُلٍ رأى مُبتلى ، فقال : الحمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابتلاكَ به وفضَّلَنِي عَلى كثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تفْضيلاً ، إلاَّ لَم يُسبه ذلك البلاءُ كائناً ما كان " [أبي داود والترمذي] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ عِنْدَ سَمَاعِ نَهِيق الحِمار وصياح الدِّيكة: أمر أُمَّتَه إذا سمعوا نهيق الحمار أن يتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا سمعوا صياح الديكة أن يسألوا الله من فضلِهِ [البخاري ومسلم] . هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ فيما يقولُهُ ويفعلُهُ من اشتدَّ غَضَبُه : أمَرَ من اشتدَّ غضبُه بالوضوء ، والقعود إن كان قائماً ، والاضطجاع إن كان قاعداً ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم |