المهر هو اسم للمال الواجب للمرأة على الرجل بالنكاح وقد سماه القرآن (صداقاً) و(أجراً) و(فريضة) يبذله الزوج على سبيل العطية والتي تعين على أن يحقق الزواج ثمرته والمغالاة فيه هي اشتراط مبلغ أو طلبات غالية الثمن مع عدم مراعاة قدرات وإمكانيات الزوج المتقدم.
الأثر السلبي للعادة:
1- تأخير الزواج بالنسبة للكثيرين من الراغبين فيه لعدم تمكنهم من تأمين هذه المهور الغالية.
2- لجوء بعض مَن يعجز عن تكاليف الزواج إلى الأبواب الخلفية للزواج.
3- تراكم الديون على كواهل الأزواج.
4- تفاقم مشكلة الشيكات بدون رصيد.
5- حدوث مشكلات زوجية تعود أسبابها إلى غلاء المهور من ضيق الحياة المادية بسبب تراكم الديون والخوف من الطلاق بسبب المهر المرتفع، وغير ذلك.
6- انتشار ظاهرة العنوسة في صفوف الجنسين.
7- التحول إلى الزواج بأجنبيات حيث المهور أقل كلفة.
8- لجوء البعض إلى الزواج العرفي.
الأثر الإيجابي لترك العادة:
1- عدم إرهاق الشاب بالديون.
2- تحقيق الهدف من الزواج وهو السكن النفسي والاستقرار والرحمة وبناء الأسرة الصالحة.
3- حصول البركة والتوفيق بسبب يسر المهر.
4- التقليل من ظاهرة العنوسة.
5- تقليل نسبة الفساد وتحصين النفس من النظر المحرم والزنا ومقدماته.
6- التطبيق الحقيقي لتعاليم الإسلام في موضوع الزواج.
موقف الإسلام:
لقد جاءت تعليم الإسلام تحث على تيسير أسباب الزواج، وذلك لأن الإسلام حرم الأبواب الخلفية للمتعة الزوجية وهكذا كان الحال أيام كانت الأمة تهتدي بهدي الشريعة الربانية.
وهذه بعض النصوص في الموضوع
قال تعالى: ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) [ النور:32].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه الترمذي وابن ماجه.
وحث الإسلام الشباب على الإقبال على الزواج بعد أن أمر أولياء الأمور بأن لا يكونوا أسباب فتنة في الأرض وفساد مستطير، وحث الشباب على الزواج فقال صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة حق على الله عونهم؛ الناكح الذي يريد العفاف، والمكاتب الذي يريد الأداء- أي العبد الذي يريد أن يحرر رقبته ببذل مقدار من المال يكاتب عليه سيده- والغازي في سبيل الله" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم ( خير الصداق أيسره).
كيف تواجه هذه العادة؟
1- عدم التقيد بالعادات والتقاليد السخيفة من ارتفاع في المهر تذرعاً بمستوى البنت أو أهلها أو ...
2- أن يثور على هذه العادة بعضُ أولياء الأمور بجرأة وشجاعة حتى يسير الناس على هذا الطريق وذلك لأن كل واحد من أولياء الأمور يخاف أن يكون هو البادئ بالخروج على العادة.
3- وعلى الحكومات مكافحة البغاء السري مكافحة مستمرة في كل مكان.
4- على الشاب أن يبحث عن الفتاة المناسبة التي ترضى به وألا يظن أن تيسير أمر الزواج يعني الإعفاء من كل تكاليف الزواج.
*****************
7 – تكاليف حفلة العرس
بيان العادة:
النفقات المرتفعة الثمن التي تكون قبل ليلة الزفاف وبعدها ويكون الزوج ملزماً بالعادات الشائعة في مجتمعه من اختيار لأفخر أنواع الضيافة، وأفخم الفنادق وإطالة الحفل لعدة أيام وغير ذلك مما هو مشهور معروف.
الأثر السلبي للعادة:
1- الإسراف وهدر الأموال لإرضاء الناس بالمظاهر والشكليات التي لا تعود على الزوج إلا بتبديد مالٍ هو محتاج إليه أو تراكم ديون هو في غنى عنها.
2- الوقوع في النهي إذ إن الإسلام نهى عن التكلف في كل شيء وخاصة في الزواج لما يستتبع ذلك من المساعدة على نشر العادات السيئة المرهقة نفسياً ومادياً.
3- تكريس حالات الإحجام عن الزواج في صفوف الشباب حينما يشعرون بالعجز عن أداء كل هذه الطقوس والمراسم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
4- بقاء الفتيات في بيوتهن ينتظرن من يتقدم لهن ولا من متقدم فإما أن يتأخر زواجهن أو يفوتهن القطار ويبقين عوانس يعانين القلق والوحدة.
5- وقوع الشباب في المعاصي والفواحش عندما يجد نفسه غير قادر على الزواج بهذه التكاليف الملازمة له.
6- ضيق المعيشة بعد الزواج لو تجاوز البعض هذه العقبة فيبقى أيام حياته الزوجية الأولى مشغولاً بوفاء الدين، معكر الذهن، قد عطل كثيراً من مشاريعه التي كان يخطط لها حتى يفي ديونه. وقد ينعكس ضيقه هذا على حياته الزوجية نكداً ومشاكل.
الأثر الإيجابي لترك العادة:
1- تيسير أسباب الزواج إذ إن تكاليف حفلة العرس تشكل عبئاً مالياً مرهقاً لوحدها، فكيف إذا سبقتها وتبعتها تكاليف ونفقات أخرى!
2- موافقة سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكفى بها فقد نهى عن التكّلف وأمر بتيسير أسباب الزواج وأخبر بأن أكثر الزواج بركة أيسره مؤونة أي قليل التكاليف والمهر.
3- المساعدة على ابتداء حياة زوجية مستقرة، خالية من أعباء الديون وتراكمات الحفل وبالتالي السعي إلى تحقيق مشاريع أهداف يرغب الزوجان في تحقيقها.
4- عدم الوقوع في نهي الشرع عن الإسراف والتبذير وكل ما كان أقرب لهدي الشرع كان أكثر بركة وأدوم زمناً وأعظم أجراً.
موقف الإسلام:
لقد أمر الإسلام بإظهار الفرح وإشهار الزواج وسمح بضرب الدف وبالغناء المباح النظيف الهادف بل سن للزوج أن يقيم وليمة يدعو إليها الناس، كل هذا وغيره لإعلاء شأن الزواج والبيت والأسرة، ولكن هذا في حدود الطاقة المادية أما أن يتكلف في الوليمة وفي إظهار الفرح فذلك خروج عن هدي الإسلام في الفرح وعدول به من فرح إلى ترح وثقل على الزوج.
وقد أولم الرسول مرة وليمة فاخرة على إحدى زوجاته ومرة أولم وليمة متواضعة لأنه كان يجد إمكانيات ذلك في الأولى ولا تساعده الإمكانيات في الحالة الثانية، وقال لبعض الصحابة (أولم ولو بشاة) والشاة متيسرة في تلك الأيام إذ كان الرجل يقاس غناه بما عنده من غنم وبقر وإبل، وشاة واحدة لا تعد شيئاً يُذكر ومع ذلك فقد اكتُفي منه أن يقيم وليمة بشاة فقط.
كيف تواجه هذه العادة؟
1- تخفيف المهور والشروط من قبل أولياء الأمور مما يخفف أعباء الزوج ويجعله أكثر شعوراً بالسعادة.
2- عدم المبالغة في إظهار الفرح إلى حد التكلف في التجهيز والنفقات وعدد المدعوين وطول فترة الحفل وغير ذلك.
3- بمساعدة أهل العروس لزوج ابنتهم مادياً وبعدم مطالبته بما لا يطيق.
4- بنشر هدي الإسلام في الزواج وبيان سنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في الموضوع.
5- عدم تقليد ذوي الدخل الضعيف للأغنياء والقادرين مادياً.
أن ترضى الفتاة بحفلة متواضعة تناسب حال زوجها المادي وتكسب رضى الله ورضى زوجها وأن تعلم أن السرور والفرح أمر قلبي ينبعث على الجوارح وكلما كان الزوج أخف أعباء وتكاليف كان أكثر سروراً وفرحاً.